عرض المقال
العلم لا يعرف العناد ولا يحترم الأقدمية
2014-03-02 الأحد
هل كل من ينادى بتطبيق المنهج العلمى واحترام القواعد العلمية والتريث فى إعلان النتائج وعدم رفع سقف الطموحات والآمال والأمانى فى موضوع جهاز علاج فيروس سى والإيدز هو خائن للوطن وكاره للجيش وعميل لمافيا تجارة الدواء ومرتشٍ من شركات الأدوية العالمية؟!، أرجو ألا يزايد أحد علينا، فنحن عندما نتحدث عن ضرورة مراعاة شروط البحث العلمى والطب القائم على الدليل واتفاقية هلسنكى التى حددت كيفية إجراء التجارب الإكلينيكية على المريض وحقه فى المعرفة والأمان والحماية، فنحن نتكلم من منطلق حفاظنا على الوطن والناس وعلى صورة مؤسسة نحترمها ونُجلّها ونريد أن ننزهها عن أى خطأ يمس سمعتها، وهى المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية العظيمة، إذن لا بد أن نتعقل ونهدأ ونتخلص من هستيريا وحمى التراشق والاحتقان ونفكر بشكل هادئ، لأن العواقب وخيمة على المستوى المحلى والدولى بشكل خطير، فعلى المستوى المحلى ارتفع سقف الأمنيات والأحلام لنحو 15 مليون مريض حلقت بهم فى السماء وهم الآن حلفاء، فإذا كسرت وقصقصت أجنحة الأحلام وسقطوا من القمة السامقة على أرض الواقع المر فسيتحول الحلفاء إلى أعداء كارهين غاضبين حانقين، وسيصيرون قنابل موقوتة تنفجر فى وجه الوطن، أما على المستوى الدولى فأى دولة يثبت أنها لم تتبع تلك القواعد العلمية المتعارف عليها فى إجراء التجارب الطبية على البشر ستتعرض لفضيحة وجُرسة ومن الممكن محاكمة دولية!!، القصة ليست بسيطة وليست سهلة ومافيهاش «مايهمنيش وطظ فى الدنيا والعالم والاتفاقيات».. وسأحاول غداً فى مقال موسع شرح أبعاد هذه المسألة، ولكنى اليوم وقبل أن يتحول الأمر إلى عناد ومسألة كرامة شخصية فى ظل هذا الاستقطاب الحاد أقترح تكوين لجنة من أطباء الكبد بالخدمات الطبية بالجيش لبحث نتائج هذا الجهاز ومدى انضباطه العلمى ويمنحهم المشير كل الصلاحيات ويبعدهم عن أى ضغوط أو مجاملات أو شبهة خوف من الترتيب الهرمى العسكرى، بحيث لا يخافون من أن يراجَعوا أو يراجِعوا أو حتى يخطّئوا رتبة أقدم منهم علمياً فليس فى العلم عناد أو أقدمية، ثم يعرض هؤلاء الأطباء تقريرهم على لجنة من أساتذة الكبد فى الجامعات المصرية، وحتى أكون عملياً وإيجابياً أكثر سأقترح ثلاثة أسماء منها من هم فى الخدمة ومنها من خرج من عدة شهور قليلة، الأسماء هى مع حفظ الألقاب والرتب د.عمر هيكل ود. بهاء عباس ود. أحمد الصاوى، ومع تلك الأسماء لا يمكن أن نتهمها بإفشاء الأسرار ولا يمكن أن نتهمها أيضاً بقلة الوطنية أو بقلة العلم، هذا مجرد اقتراح لوجه الله والوطن لا أبغى منه جزاء ولا شكوراً ولا منصباً حتى نخرج من هذا المأزق الذى صار الحوار فيه سكيناً يطعن وليس كلمة تدفع للأمام، أرجو أن نتدارك سريعاً ولا نأخذ الأمر بمنطق العنترية، فأحياناً يكون الانسحاب التكتيكى فى الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة وبالحفاظ على البشر والعتاد فناً وعلماً بل وأحياناً بداية للانتصار.